{ يا ويح قلبي }
(يا مانحي ثوب السقام ومانعي
طيب المنام به فؤادي موجع )
شوقتني للوصل ثم تركتني
صبا على أعتابه أتقطع
ووعدتني ألا تغادر مقلتي
هيهات إنك في حديثك تخدع
جرعتني ما لا أطيق من الجوى
أضحى فؤادي سائلا..هل يرجع ؟
اطلقت دمعا كنت أحبسه وهل
يخفى..وجفني في جفونك مولع ؟!
طال انتظاري في الطلال مؤملا
للشوق عين للقا تتطلع
عذبت قلبا ظل يخفق قائلا :
إني لحبكَ رغم جوركَ أخضع
عد للزيارة فالنوى كم هدني
قد كنت شمسي كيف ضوءَكَ تمنع ؟!
إن تفعل الحسنى فشكري واجب
إن كانت الأخرى فعفوي أوسع
شوقي شكوت إلى النجوم وعلَّتي
فالحبُّ يدني ما يشاء ويرفَع
يأيها الصوت الدفين بداخلي
أخرج..فصبري مثل عينيَ يَدمَع
إن الجَنانَ توقَّدتْ ومشاعري
ثارتْ وخيلي للتولُّه تُسرِع
ناديت في سحر الدجى متسائلا
إن حل عشق بالفتى ما يصنع ؟
فأجابني صوت توارى مطرقا
يفني حشاشة روحه أو يدفع..
ما كان يضمر في الفؤاد من الهوى
لا يفض سرا أو بَلاءً مفزع
يا ويح قلبي ما جنيت من الهوى ؟!
إني الصبابة والعنا أتجرع
فعليكم مني السلام وبلغوا
حبي بأني هالك..لا يفجع
( بيت ابن الفارض مع التصرف به )
بقلم : عبد الرحمن علي العايدي