بسم الله الرحمن الرحيم
شفيــع الأمـــة !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
يوم عصيب تضيق فيه الحلقات على المخلوقات .. ضائقة في حقيقتها بعيدة عن خيال وتصور الإنسان .. ضائقة تفقد المنافذ والحيلة .. يوم فيه تقترب الشمس من رؤوس الخلائق .. وتختفي فيه قوة الجبابرة والعتاة .. ولا تنفع فيه التحايل والمكر .. القوي الجبار العاصي في الدنيا هو ذلك القزم الحقير الذي تتراجف أوصاله .. ولا تنفعه سيرة الصولات والجولات في الدنيا .. يفقد الحيلة حين يحاصره العرق حتى الجبين .. يجتهد ليرائي بالحجج الواهنة .. ولكن تلجم الألسن وتعجز المحاولات .. حيث ذلك اليوم الذي يقوم فيه الروح والملائكة صفاَ ولا يتكلم إلا من يأذن له الرحمن .. وقفة أمام جبار السموات والأرض في خضوع تام واستسلام .. يوم مقدراه خمسين ألف سنة بغير ظل إلا ظل الرحمن .. وقفة تحت وهج الشمس بغير ظلال أو خيام .. تضيق فيه الحلقات وتفقد سعتها لحظة بعد لحظة .. وتستحكم دوائرها على المخلوقات شدةَ بعد شدة وحالاَ بعد حال .. لا مهرب ولا أنفاق متاحة للتواري والاختباء .. وجهاَ لوجه مع قوة الأهوال والويلات .. شدة فوق شدة .. وضائقة تلو ضائقة .. يوم يقول فيه الإنسان أين المفـر .. تغلق فيه أبواب التحايل والنفاق .. ولا تنفع فيه شطارة الشطار .. ولا تفيد فيه مؤامرات الكبار .. وعندما يشتد الكرب العظيم تجثوا جميع الأمم على الركب .
( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) {الجاثية : 28 } .
وحين تنعدم منافذ الخيار والاختيار والتلاعب والمكائد أمام الأمم تميل الأعين نحو خيام الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم .. فتأتي وفود من الأمم تريد الشفاعة من الأنبياء والرسل فلا يتقدم للشفاعة يومئذ إلا صاحبها . سيد ولد آدم محمد بن عبد اللـهصلى الله عليه وسلم .. وحينها يقول كل نبي نفسي. . نفسي!! .. ويقول حبيبنا محمدصلى الله عليه وسلم : أنا لهـا ، أنا لهـا . وعند ذلك يتمنى الأولون والآخرون من الإنس والجن أن يحضنوا ويقبلوا يد الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم .. فتتزاحم الأيدي لتقبض بكف أحمد عليه السلام .. ذلك الكف الطاهر النقي الذي يقي أهل الحظوظ من ويلات جهنم .. والعياذ بالله من ويلات ولفحات جهنم .. نبي عظيم هو الرحمة المهداة يتجلى عند قمة الشدة والهول .. ونسأل الله العلي الكريم أن يدخلنا في شفاعة أحمد عليه السلام .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )