معارك بني شهر ضد الأتراك كثيرة وهم في كثرتها يتفوقون على باقي قبائل الجنوب قاطبة ً في كثرتها بشهادة جميع المصادر التي يمكن الرجوع إليها من كتب ووثائق وانترنت وليس على من يشكك في ذلك سوى الرجوع إلى المصادرالسابقة ليتبين لك الفرق الشاسع والذي لا يسمح بالمقارنة بين حروب بني شهر وحروب القبائل الأخرى ضد الأتراك .
ومما يميز حروب بني شهر ضد الأتراك أيضاً أنها ليست داخل أراضي بني شهر فقط بل امتدت إلى خارج أراضيهم في أبها عدة مرات وفي الباحة وفي الساحل . أيضاً كان لإخواننا من رجال الحجر شرف المشاركة في الحروب مع إخوانهم من بني شهر خلال حكم ابن دهمان وبعض شيوخ بني شهر
وأنا هنا لن أذكر جميع المعارك بل سأذكر المعارك التي تستحق أن يطلق عليها اسم معركة والتي كانت فاصلة نتيجة ً لما ترتب عليها من أمور وهي كما يلي /
1- معركة شعار الفاصلة /
وكانت آخر معركة في المنطقة ضد الأتراك عام 1337ھ وأعلن بعدها الأتراك الانسحاب من عسير
ودارت المعركة بين بني شهر وإخوانهم من رجال الحجر بقيادة الشيخ شبيلي بن العريف شيخ شمل قبائل بن يثلة بني شهر وبين الأتراك بقيادة محيي الدين باشا متصرف عسير في المكان المسمى بشعار شمال أبها ب30كيلو متر وانهزم فيها الأتراك وأعلنوا انسحابهم من كامل المنطقة ولا زالت قبورهم في شعار شاهدة حتى يومنا هذا .وكان للشيخ شبيلي وجيشه من بني شهر ورجال الحجر
شرف قيادة آخر معركة ضد الأتراك وخارج أرض بني شهر . 1- (عسير في عهد الملك عبدالعزيز) للدكتور : محمد آل زلفة
2- كتاب (عسير ) للمؤلف /علي أحمد عسيري
3-(المتوكل على الودود عبدالعزيز آل سعود) للمؤلف /محمد منير
2- معركة تنومة الفاصلة/
والتي دارت بين بني شهر وبين الأتراك ومعهم للأسف بعض قبائل المنطقة الذين وقفوا مع الأعداء عام 1335 ھ في وادي الزخران بتنومة بني شهر وكان سبب هذه المعركة عندما أسر الأتراك الشيخ شبيلي بن العريف شيخ شمل قبائل بن يثلة بني شهر حضر وتهم وبادية وهو في أبها فثارت قبائل بلحارث تنومة وأعلنوا الحرب على الأتراك حتى يتم فك أسر الشيخ شبيلي وعندما بدأت الحرب قامت معهم قبائل بن يثلة التابعة للشيخ شبيلي وقبائل سلامان بزعامة الشيخ فراج بن سعيد العسبلي شيخ مشايخ سلامان بني شهر واستمرت الحرب ثلاثة أيام انتهت بانتصار بني شهر وتوقيع معاهدة كانت في غاية الإذلال للترك وضمن المعاهدة أحمد بن حامد شيخ قبيلة علكم من قبيلة عسيرو تنص على مايلي /
1-إعلان الأتراك هزيمتهم وخروجهم من أراضي بني شهرخلال ثلاثة أيام .
2- فك الأتراك أسر الشيخ شبيلي وإخراجه من سجنه .
3-ألا يمر جيش الأتراك اطلاقاً من بلاد بني شهر مهما كانت الظروف بشرط ألا يحارب بني شهرالدولة العثمانية خارج أرضهم.
4- دفع تعويض للشيخ فراج بن سعيد العسبلي يقدر ب 30 ألف جنيه عن الخسائر التي لحقت به .
ووقع المعاهدة عن بني شهر الشيخ علي بن زراب الكناني العامري شيخ قبيلة كنانة من بني شهر ومتصرف عسير ومساعدالمتصرف حسن بن علي بن عائض في أبها في شهر جمادى الأولى من عام 1335 ھ الموافق 1916م .
ووثائق هذه المعركة والمعاهدة لا زالت موجودة عند شيوخ بني شهر وشيوخ عسير في أبها إلى هذا اليوم .
3- معركة النماص .
والتي وقعت عام 1289 ھ وعندها كانت جيوش بني شهر تحارب مع إخوانهم من قبيلة عسير في أبها والمرابطة معهم إلا أن الترك استطاعوا من قتل الأمير محمد بن عائض رحمه الله وسقطت أبها في أيدي الأتراك , وعندها وصلت الأخبار إلى بني شهر في أبها أن جيش من الأتراك توجه إلى بني شهر من الطائف ووصلوا بالقرب من النماص فاضطروا إلى مغادرة أبها سراً واخترقوا حصار الأتراك لأبها ليلاً عن طريق وادي مشيع فبلاد بني مالك عسير فبللحمر فبللسمر إلى أن وصلوا تنومة ,وتجمعت فيها جيوش بني شهر مع أن أميرهم فائز بن غرم العسبلي قد أسره الأتراك في القنفذه بسبب وقوفه مع ابن عائض , وتوجهوا إلى النماص واستبسلوا في الدفاع عنها وطردوا الأتراك منها عام 1289 ھ
وأخذ الأتراك الشيخ فائز بن غرم العسبلي مع عدد كبير من شيوخ المنطقة وحكموا عليهم بالنفي إلى تركيا وكان من ضمن الشيوخ في المنفيين الشيخ راكان بن حثلين مع عدد كبير من شيوخ الجزيرة وفرض عليهم التجنيد الإجباري وشاركوا في حرب البلقان .
المصادر /
1- (شذا العبير) لمؤلفه :هاشم بن سعيد النعمي
2- كتاب (عسير ) لمؤلفه : محمود شاكر
4- معركة الأتانين /
الأمير محمد بن دهمان يكسر الجيش التركي في موقعة الأتانين
معركة الأتانين من معارك بني شهر المشهورة في المنطقة ضد القوات التركية وقد وقعت في عهد الفارس الشجاع الأمير محمد بن دهمان الشهري رحمه الله حاكم رجال الحجر في عهد الدولة السعودية الأولى .
ومنطقة الأتانين : هما جبلان في رهوة آل وليد في شمال مدينة النماص يطلان على وادي صدريد شمالا ً عنهما .
وكانت معركة الأتانين عندما جاء جيش من الأتراك بقيادة المقدم/ محمود بيه ، وأرسل الأمير محمد بن دهمان جيش من فرسان بني شهر بقيادة ابنه الفارس البطل ناصر وقد تمكن ناصر هو وفرسان قومه من التصدي للجيش التركي وهزيمته ودحره عن المنطقة وذلك في عام 1225هـ .
يقول الأمير محمد بن دهمان الشهري في قصيدته :
ويا ناصر المنع تسلم يمينــك.. وفعلك في الترك كل دري بـه
عذاب السبايا مقدي السرايا.. سعود الجماعة نهار الغصيبه
نهار الحشاير يلوف العــشاير .. بطعن وضرب اللجيني وشيبـه
عبا في (الأتانين) يوم مشيّــب .. نهار التقى المحملين التعيبه
وهو في القصيدة يفتخر بولده الفارس ولقبه بـ ناصر المنع لشجاعته ومنع أرضهم وأن بطولاته ضد الاتراك كل يتحدث فيها ثم ذكر مثال عليها معركة الأتانين وأنها كانت من الأيام العصيبه حيث طعن اللجيني وهي من الجنابي أو النوافع التي كانت تستخدم في القتال ، وذكر الشيبه وهي نوع من البنادق القديمة .
5- معركة فك الحصار عن أبها /
والتي وقعت عام 1329 ھ عندما حاصر الأتراك أبها فسار جيش من بني شهر بقيادة الشيخ شبيلي بن العريف شيخ مشايخ بن يثلة بني شهر لفك الحصار عنها وعسكروا في مكان يقال له أم الركب شمال أبها ولا زال مقر شبيلي وجيشه في ذلك المكان يعرف بمحيا شبيلي
واشتبكوا مع الأتراك في محاولة لاستدراجهم و جعل الأتراك يتركون المدينة ويخرجون للحرب ولكن الأتراك تنبهوا للخطة ولم يخلوا مواقعهم فقام شبيلي بضرب حصارعلى الأتراك من عدة جهات وقطعوا الإمدادات عنهم ولم يتركوهم حتى أعلن سليمان شفيق باشا متصرف عسير الاستسلام عام 1329 ھ
6-معركة الباحة /
والتي وقعت في عام 1229 ھ بالقرب من حصن بخروش بن علاس وشارك فيها الأمير محمد بن دهمان أمير رجال الحجر بعشرة الآف مقاتل من بني شهر ورجال الحجر بأمر من الأمير عبدالله بن سعود مع بقية قبائل عسير لعون قبائل غامد وزهران وفك الحصار عن بخروش بن علاس
وانتهت المعركة بانتصار قبائل عسير ومجزرة تاريخية للأتراك ولم ينجوا إلا الخيالة من جيش الأتراك فقط وغنم كثير من أسلحتهم وفي تلك المعركة يقول ابن دهمان مستشهداً على هذه المعركة في إحدى قصائده :
وأنا كنت قيدوم غامد وزهران في وقت مضى من حروب لهيبة
7- معركة بسل جنوب الطائف /
والتي وقعت عام 1233 ھ والتي شارك فيها بني شهر وإخوانهم من رجال الحجر بقيادة الأمير محمد بن دهمان الشهري بأمر الأمير عبدالله بن سعود مع باقي قبائل عسير وكانت المعركة تسير لصالح الجيش السعودي
كما يشير بعض المؤرخين حتى حدث خلاف بين الجيش فانشق جيش نجد عن جيش عسير واستطاع الأتراك من هزيمة ابن سعود وكانت هذه المعركة هي البوابة التي دخل منها الأتراك إلى الجنوب فسيطروا بعدها على تربة البقوم والخرمة ورنية وبيشة فالباحة وعسير .
المصادر على ماسبق/
كتاب ( عسير ) لمؤلفه / محمود شاكر
كتاب ( شذا العبير )لمؤلفه /هاشم بن سعيد النعمي
كتاب (السراج المنير في أخبار عسير )لمؤلفه/ عبدالله بن علي بن مسفر .
8- معركة بني شهر في ميناء المخا ضد البريطانيين في اليمن /
والتي وقعت عام 1249ھ حيث كان جيش بني شهر ضمن قوات الأمير علي بن مجثل المغيدي العسيري أمير عسير قبل آل عائض والذي استطاع
من خلالها رجال عسير الأسود والأشاوس من عسير ورجال الحجر وقحطان وشهران وغيرهم من السيطرة على معظم المدن الساحلية في اليمن من الحديدة إلى المخا عند مضيق باب المندب وفي هذا أكبر دليل على من يقول بأن أهل الجنوب يمنيين أوغيرها من الألقاب العنصرية
لأن كثيراً من مدن اليمن الشمالية والساحلية كانت تتبع لعسير وأهل عسير من كانوا يقومون باحتلالها في كثير من حروب عسير الموثقة على اليمن ولم تكن عسير يوماً من الأيام تتبع لليمن
وفي هذه المعركة بعد الاستيلاء على الميناء دخل جيش بني شهر إلى المدينة واستولوا على دار ممثل الحكومة البريطانية وغنموا كل ما وجدوه فيها ومن ضمنها العلم البريطاني حيث كانت القبائل تفتخر بالاستيلاء على أعلام الأعداء وتحمله في حروبها
كما يذكر ذلك المستشرق الفرنسي موريس تايمزيه في مايلي /
جاء في كتاب ( رحلة في بلاد العرب ، الحملة المصرية على عسير 1249 هـ / 1834 م ) تأليف / موريس تاميزيه Morris Thames(الأوربي) ، ترجمة وتعليق / د . محمد بن عبدالله آل زلفه في ( ص 336 ، ص 337) ما يلي :-
14 سبتمبر 1834م (1249هـ)
" شهدت مناظر اليوم وصول جيش بدو بني شهر ، يتقدم قوافلهم الشيوخ ، ممتطين خيولا ً فخمة ، حيث ترجلوا حينما اقتربوا من خيمة الشريف .
وإلى الآن ، لم نرى أي آلة موسيقية مع أحد من العرب الذين قابلناهم ، إنما وجدنا رجال بني شهر أكثر تقدما ً حيث شاهدنا رجلا ً يحمل على ظهره زيرا ً ضخما ً ويقرعه رجلان قرعا ً إيقاعيا ً يرافق المسيرة . ويأتي بعدهم عدد أكبر من الرجال يحملون الآلة نفسها والأداة الموسيقية إلا أن أحجامها أصغر من حجم الأولى ، ويضربون الإيقاع نفسه الذي يمليه عليهم صاحب الآلة الكبيرة .
أما علمهم فإنه علم بريطاني قديم اندهشت عندما شاهدته ، فطلبت من أحد الشيوخ أن يوضح لي قصة هذا العلم ، فأخبرني أن ذلك العلم أخذ من مقر البعثة التجارية في ميناء المخا عندما فتحها الأمير علي بن مجثل " ، انتهى كلام تاميزيه .
9- معركة بني شهر في اليمن /
والتي وقعت عام 1289 ھ حيث كان جيش بني شهر من ضمن القوات العسيرية المشاركة في الاستيلاء على ميناء الحديدة بقيادة الأمير محمد بن عائض وهذا دليل آخر على أن شمال اليمن وغربه كان يتبع لمنطقة عسيروليس العكس
وبعدها استطاع جيش بني شهر من دخول مدينة الزيدية بالقرب من الحديدة وغنم كل ماوجدوه فيها ومن أهم ما وجدوه مكتبة الشيخ اليمني محمد بن عبدالله الزواك الحديد ي أحد علماء اليمن المشهورين والتي تضم العديد من الكتب والمخطوطات النادرة ونقلوها إلى بلاد بني شهر .
بعد ذلك قام العلامة محمد الزواك بالسفر لأبها لاسترجاع كتبه ، وأرسل رسالة للشيخ العلامة محمد بن صالح بن إبراهيم الشهري (قاضي ومفتي قبيلة بني شهر في النماص ، وهو من الفقهاء) وقد استعطف فيها مفتي بني شهر في إرجاع أغلى ثروة فقدها ، ألا وهي مكتبته ، وقد أجابه الشيخ محمد بن صالح بأنه في سبيل البحث عن مصير كتبه فأجابه الشيخ الزواك بالقصيدة التالية نورد منها الشاهد في الموضوع :-
فقل (لبني شهر) مقالـة مشفــــــق .. عليهم ولا تخــــــشـى ملامـة لائـم
علام حبستم كتبنـا فـي دياركــــم .. ولم تخـــــشوا من موبقـات المآثـم
وكانت ظنوني لن تـرد لأهلهـــــا.. سريعا ً ومن يحتازها غير كـــاتـم
فنحن أنـاس مسلمـون ومالنـــــا.. حرامٌ بنص مالـه مـن مـــــصـادم
ومما سبق من حروب وصولات وجولات لبني شهر مع أعدائهم
والتي لم ولن يصل لما وصلنا له أحداً من القبائل الأخرى بشهادة شاهدٌ عدل ٌ نزيه ٌ وهو التاريخ الموثق وقبل ذلك وثائق الدم والقتل والأسر والنفي والمقابر الشاهدة حتى يومنا هذا
هم أكثر قبيلة حاربت الأتراك في جنوب المملكة وهم من أخرجهم من منطقة عسير وآخر من حاربهم فيها